كتب ضياء العسل :
كثير ما يتعرض الانسان أن يبتعد عن أصحابه
واهله واحبابه ، اما لسفر او لعمل او حتى لحج أو عمرة ، ومن الطبيعي والفطري ان نَحِنّ ونشتاق لمن
بعد عنا ، سواء طالت فترة بعده ام قصُرت ونتشوق للقياه ورؤياه . وما أن نراه حتى
تأخذنا عفويا الأحضان ولا ابالغ ان قلت بزفنا الدموع التي قد يعتقدها الجاهل دمع
الاحزان وهي في الحقيقة دمع الحب والحنان .
كل هذه الاشواق والرد الطبيعي للاشتياق لمجرد
البعد لمدة قصيرة حتى وان طالت فما طول السنة والسنوات بالغربة بمقابل سنون في
الأسر بل مؤبدات في السجن لا يُعلم متى موعد الوصول ، حتى وإن عُلم موعد الوصول
بعد الفيه من الزمان هل سيصل محبوبنا بسلام , ولكن قد يجري تغير بالزمان ويأتي
شاليط جديد حتى يتغير مفهوم الحرمان الذي كان وتتزين الديار من
جديد بعرس الاستقبال ويحلو اللقاء بسجود للشكر والتكبير تعبيرا للفرحة ولا يفوت
الفطرة الحضن الحار والدمع المزين لوجوه المحرومين من طلتهم البهية .
ولكن ينتابني و يخالجني خاطر غريب عجيب دفعني
لأسطر هذه الكلمات بحبر العبرات ؛ ان كان تعبيرنا لاشتياق احبابنا بعناق تكاد
تختلف فيه الاضلاع ، فكيف يكون تعبيرنا لحبيبة طال بعدها عنا بل لم يُعرف متى تعود
فمحامي دفاعها عدوها ومن الطبيعي الا يعلم متى عودتها فلا يُلام الذئب بعدوانه اي
يكُ الراعي عدو الغنم . ولا تزال الحيرة ما تفتئ ان تزول عني كيف لي ان احتضن قبة
شريفة وارض طاهره ومسجدا مباركا ام يكفي تعبيرا عن ذلك دموعا دائما ما تذرف حزنا
على طول الجفا والبعد باتت تذرف فرحا وتجبل بتراب لم يعتد ان يرى سوى دماء الأطهار !!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق