الخميس، 18 أبريل 2013

وتحسبونه هيناً !!


كتب ضياء العسل :

يقول المثل العربي "الي ما اله قديم ما اله جديد " ولربما دل هذا المثل العربي على الافتخار بالاصول والفرح بها والاعتزاز بقيمنا الواردة فيها .. وكذلك شرعا فنحن نفرح بكل ما هو جديد ونعتز به  ، ويبقى له نكهة خاصة خصوصا بأن الآتي عبارة عن تحديثات وتطويرات على الاصل الموجود .. هذا بفهم عقولنا القاصرة وبوعيها المحدود .

 ولكن عند تأملي بعضا من نصوص القرآن الكريم ، وارى قوله تعالى ( إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين ) ، تأخذني لهفة لهذا البيت ، هذا الاصل الأول الموجود لعبادة الله تعالى ،  وارى جموع الافراد فرحة بهذا البيت العتيق ، متلهفة ومشوقة لزيارته والمكوث بجوارة ونيل فخر تقبيل الاسود من حجارة ولمس يمانه ، وهذا هو الاصل وهو الاول وما لازمه من تحديثات لاتغني عن كونه الاصل الذي نفرح بوصله ولقياه ، ولكن يأتي زمان يهدم فيه حجرا حجرا ولا اكاد اتخيل حدوث هذا حقيقة لولا يقيني بالنص الذاكر لهذه الحادثة ولكن معرض قولي ليس عن نقضه بل عن قصة تختلف تماما عن نقضه وان كان ذا صله بالمفهوم وبالمعنى ، فهو سيهجر ويهدم لا محاله ايمانا منا بالنص لكن من منظور آخر مختلف . هذا البيت العتيق الذي ندعوا عند رؤياه بزيادة عظمته وتشريفه وحفظه مكانه عند الله مهين بالمقارنه بإراقة دم المسلم الا ترى قول النبي صلى الله عليه وسلم < لئن تهدم الكعبة حجرا حجرا أهون على الله من يراق دم امرئ مسلم > كل هذا تكريما وتعظيما لهذا الانسان الذي لو قارنته بالكعبة المشرفة لا يعتبر شيئا ولكنه عند الله عظيم لدرجة ان يهدم اول بيت وضع لعبادته حجارا حجرا وليس بسرعة كان اهون من اراق دم المسلم – من دون وجه حق - .

كم نرى في هذه الايام من قتل للمسلمين وهرج بهم ولكني لم اقصد بقولي الى الان المراد من هذا التسطير فالموضوع بالنسبة لي اكبر ، كما هو هناك أمر أكبر من هدم الكعبة بل أكبر من قتل المسلم ، الأكبر من هذا وذاك الفتنه التي هي نائمة ملعون من ايقظها – وان كان معنى الحديث صحيح وروايته ضعيفه – تلك التي هي أكبر من القتل، تلك التي هي اشد من القتل ، تلك التي نتناقلها بمجالسنا وبين أظهرنا بقصد او بدون قصد ، اكبر أثما وأعظم عند الله من القتل ، تلك فتنة الكفر والشرك بالله ، تلك فتنة القتال في الشهر الحرام ، تلك فتنة القتل ، تلك الفتنة التي دعا النبي صلى الله عليه وسلم باجتنابها كفتنة الدجال ، تلك الفتن التي هي كقطع اليل المظلم ، فتن نراها كل يوم بين قطع للرحم و مكر للغير ، فتن حب المال وحب الشهوات والنساء  .

  تلك الفتنه التي ندعوا الله ان يتوفانا اليه غير فاتنين ولا مفتونين .

الاثنين، 11 فبراير 2013

أعظم نعيم الجنة




كتب ضياء العسل :    

 سألت العديد من أحبتي عن أعظم نعيم في الجنة ، من باب التدارس والتذكرة بالنقاش فسمعت امورا عجيبة وبعضها كانت قريبة ومما هو اجمل ان اسمع كلمات روحي تخبرني بأجابه جميله مع علمها بالاجابة الأجمل فستمعت لها تحليل الحديث فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر .. فتعجبتُ من هذا الجمال الرائع الراقي في تحليل مفهوم نعيم الجنة الذي غفل عنه العديد كما اشارت لي اجابات بعض الأحبة فنعيم الجنة لنا مجهول مهما تطاولت في فكره الأذهان وحارت في وصفه العيون وحتى لو وصل الى نوع من جمال الفكر وجمال النظر في الدنيا ومقارنة العظيم من جمال الدنيا بالاضعاف الموجوده في الآخرة ومهما بلغنا من مبلغ من خواطرنا لما وصلنا لهذا النعيم ولكن يبقى السؤال الأكبر قائم عن أعظم النعيم فالحديث يخبرنا عن نعيم الجنة بشكل عام لان فيها ما لا عين تراه اوحتى رأته ولا أذن سمعت من جمال اصواتها ولا حتى بلغ من مبالغ الفكر و الاذهان والاحلام ولا خواطر القلبية وما زال يقول لنا ما هو العظيم الذي تخطى كل ذلك النعيم العظيم الذي اشتاقت له العباد من هذه المجهول المعلوم ، لأن الله تعالى ذكرها في سورة محمد بقوله [ ويدخلهم الجنة عرفها لهم -6-] وكما ذكر العلماء عرفها لهم في الدنيا ولا يزال الشوق قائما لمعرفة النعيم الأعظم في الدنيا .

    نظرت الى قوله تعالى في سورة القيامة [وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة -20/21 -] واذ بأن اعظم نعيم الدنيا هو النظر الى  الله تعالى   الذي نعبده ايمانا به غيبا دون ان نشهد هذه الامر تصديقا بنبينا صلى الله عليه وسلم ايمانا بالغيب الذي امُرنا به فان كان صادقا نلنا الوعد واما كان مشهودا كإيمان فرعون نلنا العقاب وكفاه من عقاب ان نكون كما ورد في المطففيين [كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون-15-] فيا له من عقاب ان تكون محجوبا عن رؤية الله تعالى فهذه درجة ودرجة اخرى من يراه سبحانه مرة واحدة واعظم منهم يرونه في كل جمعة مرة واعظم هذه كله ، النظر اليه بكرة وعشيا الذي اختص به اهل الفردوس اهل التقى المخُلَصين  فكان هذا اعظم النعيم في الاخرة وكان ايظا اعظم اشتياق الانسان لربه ويقول في ذلك ابن القيم في نونيته < والله ما في هذه الدنيا ألذ *** من اشتياق العبد للرحمن > .



     اللهم ارزقنا اشتياقا لرؤيتك ولقياك وطهرنا من الذنوب والاثام حتى نلقاك كما تحب ان ترانا في صالحات ، اللهم لا تحرمنا لذة النظر الى وجهك الكريم ولا تجعلنا من المحجوبين . اللهم امين

الجمعة، 8 فبراير 2013

يا رب




  كتبت  نجلاء الظاهر
ما هذه الحياة إلا دفتر ما مضى من أيام صفحات كتبت بحبر...
وما سآتي من أيام صفحات بيضاء لا يعلم احد ما ستكتب فيها...
ولا يستطيع احد اختيار أي صفحة لأنها صفحات مرتبة ...
فإذا خبأت لك الأيام العطاء فليصل الله منك الشكر ,وأما إذا خبأت لك الأيام البلاء فليصل الله منك الصبر ....

ولكن البلاء هو الذي يقربنا الله في اشد أوقات الضعف والهم والحزن ترفع الأيدي وينطق اللسان "يا رب" لان الإنسان يعلم بأن الله هو القادر على كل شيء.
فكأنه مــن قــلــب الــضــبــاب يــخــــــــــــرج الدعاء مصحوبا بالأمل مـــدفـــوعــاً بـجــيــش مــن الـتــأيــيــد والإصرار على الدعاء لأنها تناجي رب  رحيما عطوفا.

ومع كلمة يا رب تخرج من العين دمعة تسيل على الخد وكأنها تحكي حكاية قلب أدرك حقيقة عظيمه وهي مهما علا الإنسان في الأرض فهو في نهاية ضعيف أمام ملك الملوك وسآتي ذلك اليوم ليقول " يا رب أنا عبدك الضعيف". 

أفلا شققت عن قلبه




كتب عمر سليمان ملكاوي :


لا أعتقد أن شخصا منا لم يسمع بتلك القصة الغريبة التي وقعت مع أحد صحابة رسول الله صلى الله عليم وسلم عندما قتل مشركا في احدى المعارك وهوينطق بالشهادتين قبل أن يضرب عنقه , وعندما نقلت الواقعة للصادق المصدوق عليه السلام وكانت قد صورت له على أنها عملية خوف من السيف لا غير , عندها جاء الجواب الشافي من سيد البشرية ليعطي لنا درسا عظيما في فن التعامل مع الناس جميعا , مهما كانوا عليه ومهما صدر منهم في مختلف المجالات على حد سواء  .

لو تأملنا هذه العبارة ونظرنا إلى واقعنا المرير وكيف يتعامل كل شخص منّا مع الاخرين , هل يا ترى سيعجب هذا الحال حبيبنا صلى الله عليه وسلم والذي ندّعي حبّه والإقتداء به في كل زمان ومكان.

لو وعينا هذه العبارة وعيا كاملا وتدبرناها تدبرا عقليا بصيرا لما كنّا على ما نحن عليه الان من سوء الظن بالآخرين ووصفهم بأوصاف لم نتأكد منها أبدا ولكنا فقط نتداولها لمجرد ممارسه هواية " طق الحنك" عندما يتعذر علينا ايجاد موضوع نتسلى في الحديث عنه فنكون عندها قد أبحنا لأنفسنا نهش لحوم إخواننا .

لو وعينا هذه العبارة لما أقدم أي شخص منّا ومهما بلغت درجة التزامه بنظرنا– سواء كان شيخ او مستشيخ او امام او حتى عامي قليل الفقه في أمور الدين – فقدرتنا  على تصنيف الناس ظاهرية مهما حاولنا الا ان يأتي بآية نفاق والتي تصل في بعض الاحيان الى تحديد مصير الناس يوم القيامة ،  وكأنه البعض  قد اطلع على الغيب وقرأ ما في اللوح المحفوظ .

ولو وعيناها ,لما قمنا ب "نسف" السيرة الذاتية لشخص طيب مستقيم ولكن كما يحصل مع كل البشر ضعفت نفسه في لحظة من اللحظات ووقع في الخطأ ولكنّا لم نعد نذكر إلا هذا الخطأ ونسينا كل ماضيه وحياته المستقيمة .

لو وعينا حق الوعي لما تجرأ احدٌ منّا أصلا على الحديث عن ما يكنه الناس في قلوبهم لأننا لم نفهم بعد أنها محط نظر الله وحده ,ولن نستطيع الاطلاع عليها, فكيف نتكلم عن شئ اختص الله تعالى به .

لنتوقف عن هذا كله وليختر الواحد منا الطريق المناسب الذي يوصله للخير في الدنيا والاخرة .. وليكن شعارنا ( اترك الخلق للخالق .. وانشغل في اصلاح نفسك) .

الأحد، 3 فبراير 2013

انهيار عصبي



 كتب ضياء العسل:

يتعرض المرء في العديد من الاحيان من  ضغوطات خارجية وداخلية مؤثرة بشكر مباشر او غير مباشر على حياته اليومية والعملية مما يشكل له انفاق داخلية وحفريات عميقة تحت بناء عظيم اعتاد ان لا يُلقي له بالا او حتى يشغله هذا البناء او حتى هذه الحالة عن ممارسة حياته اليومية بشكل طبيعي ، اعتاده هو واقرانه فليس هو الوحيد الذي يمر بحاله كهذه بل جميع البيت والحي وان تشئ فقل الدولة او الدول .

اعتدنا على هذا التطور وهذا الصراع في منطقة قلب الامة الشخصية خصوصا بعد السيطرة على خطوط الاتصال المباشرة بالعقل متمثلة بالعلمانية والماسونية وحب الدنية ، لا تزال الضغوط النفسية تحفر انفاقها تحت قلبي وقلوب الامة بل وتتبجح بالبكاء على بُراقه برقه معسولة انثوية تستميل عاطفة القلوب الاجنبية خصوصا مع "هبل" الأنظمة الحالية التي تزيد في توتري وتعطي الفرصة لقاتلي بالتشعب تحت قلبي ونبضه بإنفاق دموية بانتظار ساعة الصفر .

ساعة الصفر اقتربت ولم تعد المهدئات مجدية ولربا افاق البعض او لم تؤثر به اساسا غفلة العديد عن انفاقه المستشريه في جميع انحاء امته وان سمحتهم لي فلن اقول العربية فلم تأخذ من العرب الا شكلها تماما كما  لم تأخذ من الاسلام الا اسمه ، ولاتزال ساعة الصفر تقترب وتنتظر زلزالا مفتعل آخر ، بإشارة يد تعبد نجمة سداسية جاءها الخبر بأن الانفاق النفسية تحت قلبي جاهزة لصدمة جديدة كفيله بانهيارٍ عصبي لقلب الأمة الاسلامية !!


السبت، 2 فبراير 2013

أحلى أيام


كتب عمر سليمان ملكاوي :


(( والله ما في بعد المدرسة))... جملةً طالما سمعناها على ألسنة العديد من الطلبة ممن أكملوا دراستهم الجامعية وانقضت تلك السنوات القصيرة بسرعة وهم يعتقدون بأنّ أيام الجامعة ستكون من أفضل أيام حياتهم , أو بالأحرى كانوا يحاولون إقناع أنفسهم بذلك.
لست هنا بصدد الحديث باسم جميع الطلبة ولا يحق لي أصلا من مبدأ الإحترام والأدب ومعرفة حدود الكتابة أنّ أُقولهم ما لم يقولوا أو أن أضع الكلام في أفواههم ,ولكنّي أتحدث عن النسبة الكبرى من الذين عايشتهم بنفسي .
يسمع طالب المدرسة عن حياة الجامعة الشيء الكثير ممن هم أكبر منه سناً ,حتى أنه يكون في سعادة عظيمة عندما يقابل أحد أقاربه من طلبة الجامعة ويبدأ بسرد وقائع حصلت معه في الجامعة مما هبّ ودبّ والتي تكون في كثير من الأحيان وللأسف الشديد من وحي خياله وكما نقول في لهجتنا القروية " سواليف حصيده" وذاك المسكين يسمع ويسمع من تلك الحكايات ,حتى يبدأ برسم صورة خاصة عن الجامعة وفق ما تهوى نفسه وتُحب.
ما ان يدخل الجامعة حتى يكتشف بنفسه أنّ الصورة الباهرة التي انطبعت في ذهنه تختلف اختلافا كبيرا عن الواقع , وعندها بحق يبدأ بمقارنة سنوات المدرسة بهذه السنوات التي ستكون في عالمه الجديد  ... فعلا هنا يبدأ بالتذكّر :
يتذكر الطالب اثنا عشرعاما من عُمُره عاشها في رحاب المدرسة, وعلى طولها إلا أنها في قمة الجمال والروعة, كيف لا يكون كذلك وقد قضاها مع أساتذة أفاضل نقشوا أسمائهم في قلبه فلا تُمسح أبدا..كانوا له بمثابة الاب والاخ والصديق , حاولوا بكل جهد وبكل ما أوتوا من قوة أن يعطوه خلاصة معرفتهم ودروسا من تجريتهم في الحياة .
كيف لا تكون تلك الأيام هي الأجمل وقد قضاها الطالب مع أصدقائه الذين أصبحوا رفقاء لحياته ,شاركهم مشاعر الفرح والحزن , مشاعر الخوف والرجاء ..ضحكوا سوية.. بكوا سوية .. الهدف واحد والهم واحد .. والقواسم المشتركة كثيرة جدا  .
كيف ينسى الطالب ايام المدرسة الجميلة وما فيها من مغامرات وحكايات وطرائف رهيبة قضاها مع زملائه ومعلميه في صرح مدرستهم العتيدة.
لن ينسى أبدا البكاء المتواصل  والصراخ الشديد والخوف من المجهول عند دخوله للمدرسة لأول مرة في حياته ورؤيته جموع الطلاب في الساحة وأصواتهم العاليه تهز هزا, منهم من يركض ومنهم من يلعب ومنهم من يتشاجر مع الاخرين ,وباختصار شاهد كل الممارسات البشرية أمامه في لحظة واحدة قبل أن يقرع الجرس ويبدأ الطابور الصباحي.
لن ينسى أبدا تلك الحفلات الغنائية والمعزوفات الموسيقية المتواضعة التي كانت تزخر بالحضور في كل الصفوف  ولا ينغصها إلا دخول ملك الموت" مدير المدرسة"  بغتة بسبب أحد الجواسيس من أحد طلاب الصف الخارجين عن القانون والانظمة الصفيّة, فيبدأ بعدها بالعقاب الجماعي لكافة الحضور مستخدما أسلح الدمار الشامل " سلك الكهرباء المربوط من راسه أو البربيش المحشي دواحل " وفي بعض الاحيان يتم الاستعانه بأسلحة الرمي عن بعد المعروفة للجميع.
كيف ينسى عمليات التهريب للبضائع " الساندويش" من الخارج وعدم القبول بالمنتجات المحلية الموجودة في الداخل " المقصف".
  استحلفك بالله كيف ينسى الطالب "غرفة العمليات والسيطرة " التي كانت تُجرى مع الزملاء جميعا لأخذ المشورة والتجارب السابقة والترجيح فيما بينها .. وبعدها تبدأ عملية التطبيق العملي للخطه من أجل الحصول على الغاية المنشودة وهي الحرية " الفليلة" وبعد اجتياز سور المدرسة ترى المدير وقد أشار إليك بإشارات التهديد والوعيد لما سيصيبك في اليوم التالي.
كيف ينسى وكيف ينسى .... الكثير الكثير من المغامرات والله لو بقينا لعدة ساعات لن نكملها أبدا
الصراحة... بعد  كل هذا ... (((أي والله ما في بعد المدرسة )))


الأربعاء، 30 يناير 2013

حرارة اللقاء






كتب ضياء العسل :

كثير ما يتعرض الانسان أن يبتعد عن أصحابه واهله واحبابه ، اما لسفر او لعمل او حتى لحج أو عمرة  ، ومن الطبيعي والفطري ان نَحِنّ ونشتاق لمن بعد عنا ، سواء طالت فترة بعده ام قصُرت ونتشوق للقياه ورؤياه . وما أن نراه حتى تأخذنا عفويا الأحضان ولا ابالغ ان قلت بزفنا الدموع التي قد يعتقدها الجاهل دمع الاحزان وهي في الحقيقة دمع الحب والحنان .

كل هذه الاشواق والرد الطبيعي للاشتياق لمجرد البعد لمدة قصيرة حتى وان طالت فما طول السنة والسنوات بالغربة بمقابل سنون في الأسر بل مؤبدات في السجن لا يُعلم متى موعد الوصول ، حتى وإن عُلم موعد الوصول بعد الفيه من الزمان هل سيصل محبوبنا بسلام , ولكن قد يجري تغير بالزمان ويأتي شاليط  جديد حتى  يتغير مفهوم الحرمان الذي كان وتتزين الديار من جديد بعرس الاستقبال ويحلو اللقاء   بسجود للشكر والتكبير تعبيرا للفرحة ولا يفوت الفطرة الحضن الحار والدمع المزين لوجوه المحرومين من طلتهم البهية .

ولكن ينتابني و يخالجني خاطر غريب عجيب دفعني لأسطر هذه الكلمات بحبر العبرات ؛ ان كان تعبيرنا لاشتياق احبابنا بعناق تكاد تختلف فيه الاضلاع ، فكيف يكون تعبيرنا لحبيبة طال بعدها عنا بل لم يُعرف متى تعود فمحامي دفاعها عدوها ومن الطبيعي الا يعلم متى عودتها فلا يُلام الذئب بعدوانه اي يكُ الراعي عدو الغنم . ولا تزال الحيرة ما تفتئ ان تزول عني كيف لي ان احتضن قبة شريفة وارض طاهره ومسجدا مباركا ام يكفي تعبيرا عن ذلك دموعا دائما ما تذرف حزنا على طول الجفا والبعد باتت تذرف فرحا وتجبل بتراب لم يعتد ان يرى سوى دماء الأطهار !!!