كتب عمر سليمان ملكاوي :
كثيرا ما نسمع قول النبي - صلى الله عليه
وسلم - : (من حُسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه) .
يا الله , ما أجمل هذا الحديث ! وما أخطره في
نفس الوقت , إنّ المدقق فيه جيدا يدرك بما لا يدع مجالا للشك أنّه يشتمل على
العديد من الآداب الاجتماعية التربوية النبوية , والتي لو طبقناها جميعا كمسلمين
لكنا بحق خير أمّة أخرجت للناس كما قال تعالى (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) صدق
الله العظيم
ولكن سبحان الله لا أدري لماذا لا نجد تطبيقا
تاما لتعاليم الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولا أعني هذا الجانب فقط , بل في كل
الجوانب الحياتيه المختلفه على الرغم أنّ كل المسلمين في مشارق الارض ومغاربها
يقولون: النبي قائدنا , حبيبنا , (قدوتنا), ولكن أين نحن من الاقتداء به ؟؟
على أية حال, أريد التطرق إلى نقطة أشار إليها الحديث النبوي الشريف , وهي نقطه التدخل في أمور
الناس أو ما يسمى حب الفضول وبالاحرى الفضول الزائد عن حده, أو كما نقول نحن
بلهجتنا العاميّه عندما نريد ان نصف الشخص المتطفل " طلوا فلان حاشر حاله بكل
شي" ... وإن لم يعجبكم أي وصف من هذه
الاوصاف , فسموها كما يحلو لكم ...
لو سألنا أي شخص منا , هل تحب هذه الصفه ؟
لكان الجواب بصوت عالٍ : طبعا لا . ولكني أكاد أجزم بأن كل شخص منا قد يصاب ولو
لفترة بسيطة بفايروس هذا المرض القبيح (( فيروس التطفل )) وهنا يتميز كل شخص عن غيره من الاشخاص حسب
درجة المناعه في جسمه لمقاومة هذا المرض المستعصي .
ببساطه , أقصد من ذلك من تعود منذ صغره على
مراقبة الناس وسماع أخبارهم بل (البحث عن أخبارهم) والتي لا تزيد من ثقافته شيئا
ولا تنقص منها , فقط لمجرد السماع والمعرفه لأن أبويه ربوه على ذلك بل
وشاهدهم يطبقون هذه العملية أمامه لا شك
أنه سيقوم بتطبيق ما يراه عمليا لأنه يراه صوابا في عيون والديه , وبعدها ينظر إلى
المجتمع من حوله والبيئة التي سيتعايش معها والتي في الغالب مصابة بمثل هذا المرض
وبالتالي ستكون مقاومته صعبة جدا وتحتاج
إلى جهد كبير حتى يتشافى منه تماما .
وفي المقابل عندما ننظر إلى الجانب الاخر ,
إذا كان الانسان على درجة عاليه من الوعي والتقيد بتعاليم الدين والحرص على تطبيق
هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - بكل تفاصيلها , وكانت مناعته قوية منذ الصغر لأن
أبويه لم يتركوه عُرضة ً للفايروسات المُعديه التي قد تؤثر عليه عند اختلاطه
بالبيئه المحيطه به , بل حاولوا بكل ما اوتوا من جهد ومعرفه وثقافه على إعطائه
المطاعيم المناسبه لمقاومة كافة الامراض مهما كانت درجة خطورتها, فلا بُدّ لمثل
هذه المطاعيم أن تؤتي أُكُلها بكل فعالية , وإن انتابها في بعض الاحيان هفوة أو
هفوتين لا شك أنها سوف تتغلب عليها في النهاية وتعود لوضعها الطبيعي لأنه بمثابة
القاعدة الثابته والاساس المتين .
اللهم جنّبنا جميعا شر الامراض الجسدية
والمعنويه ,واجعلنا اللهم ممن يقتدون بالحبيب الصطفى في كل جانب من جوانب الحياة ,
آمين يا رب العالمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق