الأربعاء، 23 يناير 2013

الرجوع الى الله





كتب عمر سليمان ملكاوي :

يقول الله سبحانه وتعالى( تسبح له السموات السبع والارض ومن فيهن) صدق الله العظيم,  كل المخلوقات في هذا الكون تسبح الله تعالى وتطيعه فيما أمر وتنتهي عن ما نهى , ولكن مع كل هذا  نجد اناسا لا يسيرون ابدا على هذا الصرط المستقيم , هم في واد والكون كله في واد آخر, معتقدين أن السعادة قد تكون في المال أو الحصول على الشهرة متجاهلين قوله تعالى( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا) .

من رحمة الله تعالى بالخلق جميعا , أن ترك لهم جل جلاله فرصة للرجوع إلى جادة الطريق الذي يقودنا للخير في الدنيا والفوز في الاخره.

نعم أحبتي إنه باب التوبة.
لو أن كل شخص منا قبل ان يعصي الله تعالى تفكر في هذه الدنيا وسرعة انقضائها لما اقدم على المعصيه , لو ان كل شخص منا قبل ان يعصي الله عز وجل تفكر في الاخرة وما اعد الله تعالى لعباده المؤمنين من خير ونعيم  في الجنة التي فيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر لما اقدم على المعصية , ولو تأمل كل شخص العذاب العظيم في جهنم, والذي لمجرد السماع به تقشعرالابدان وترتجف القلوب خوفا منها فما بالك اذا وضع شخص فيها .

علينا جميعا أن نتوب إلى الله تعالى لأن هذا أمر منه جل وعلى حيث قال في كتابه العزيز ( وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون) صدق الله العظيم
ولاحظ معي أخي الكريم أن الخطاب في هذه الاية الكريمة جاء للمؤمنين أيضا, وهذه دلاله على أن الانسان ومهما كانت درجة التزامه ليس معصوما أبدا من الوقوع في الاخطاء والمعاصي وإن كان على درجة عالية من الايمان .. وهذه حكمة الهيه في الطبيعة التي خلق الله البشر عليها ,  و العصمة فقط للأنبياء والرسل والملائكة,. ونحن بشر ضعفاء قد يقع منا بعض القصور والاخطاء .

علينا جميعا أن نبادر بالتوبه وان تكرر منا الذنب والمعصيه, لان من صفات الله تعالى انه تواب رحيم وهذا من أجمل ما جاء في تفسير قوله تعالى (إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ) أن كلمة التوابين تدل على كثرة القيام بالفعل وهو التوبه , فلا تيأس ابدا من رحمة الله تعالى وقد ورد عن بعض العلماء العاملين أنه قال : دعوت الله سبحانه وتعالى ثلاثين سنة أن يرزقني توبة نصوحا ثم تعجبت في نفسي وقلت سبحان الله حاجة دعوت الله فيها ثلاثين سنة فما قضيت إلى الآن فرأيت فيما يرى النائم قائلا يقول لي أتعجب من ذلك ؟ أتدري ماذا تسأل الله تعالى ؟ إنما تسأله سبحانه أن يحبك ، أما سمعت قول الله تعالى  ( ( إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين

وما أجمل العبارة " إذا لم تستطع ترك المنكرات فزاحمها بالطاعات" ومن قبلها قول الحبيب _ صلى الله عليه وسلم _ (وأتبع السيئة الحسنة تمحها)
تذكر دائما أخي الحبيب عليك ان تجدد توبتك كل ليلة قبل ان تنام , فلعلها تكون آخر ليلة تنامها وأنت لا تدري وبعدها تصبح من سكان القبور وعندها لا ينفع قولك ( رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت)
اللهم  انا نسألك عيش السعداء وموت الشهداء والحشر مع سيد المرسلين والانبياء .




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق