كتب عمر سليمان ملكاوي :
لا أعتقد أن شخصا منا لم يسمع بتلك القصة
الغريبة التي وقعت مع أحد صحابة رسول الله صلى الله عليم وسلم عندما قتل مشركا في
احدى المعارك وهوينطق بالشهادتين قبل أن يضرب عنقه , وعندما نقلت الواقعة للصادق
المصدوق عليه السلام وكانت قد صورت له على أنها عملية خوف من السيف لا غير , عندها
جاء الجواب الشافي من سيد البشرية ليعطي لنا درسا عظيما في فن التعامل مع الناس
جميعا , مهما كانوا عليه ومهما صدر منهم في مختلف المجالات على حد سواء .
لو تأملنا هذه العبارة ونظرنا إلى واقعنا
المرير وكيف يتعامل كل شخص منّا مع الاخرين , هل يا ترى سيعجب هذا الحال حبيبنا
صلى الله عليه وسلم والذي ندّعي حبّه والإقتداء به في كل زمان ومكان.
لو وعينا هذه العبارة وعيا كاملا وتدبرناها
تدبرا عقليا بصيرا لما كنّا على ما نحن عليه الان من سوء الظن بالآخرين ووصفهم
بأوصاف لم نتأكد منها أبدا ولكنا فقط نتداولها لمجرد ممارسه هواية " طق
الحنك" عندما يتعذر علينا ايجاد موضوع نتسلى في الحديث عنه فنكون عندها قد
أبحنا لأنفسنا نهش لحوم إخواننا .
لو وعينا هذه العبارة لما أقدم أي شخص منّا
ومهما بلغت درجة التزامه بنظرنا– سواء كان شيخ او مستشيخ او امام او حتى عامي قليل
الفقه في أمور الدين – فقدرتنا على تصنيف
الناس ظاهرية مهما حاولنا الا ان يأتي بآية نفاق والتي تصل في بعض الاحيان الى
تحديد مصير الناس يوم القيامة ، وكأنه
البعض قد اطلع على الغيب وقرأ ما في اللوح
المحفوظ .
ولو وعيناها ,لما قمنا ب "نسف"
السيرة الذاتية لشخص طيب مستقيم ولكن كما يحصل مع كل البشر ضعفت نفسه في لحظة من
اللحظات ووقع في الخطأ ولكنّا لم نعد نذكر إلا هذا الخطأ ونسينا كل ماضيه وحياته
المستقيمة .
لو وعينا حق الوعي لما تجرأ احدٌ منّا أصلا
على الحديث عن ما يكنه الناس في قلوبهم لأننا لم نفهم بعد أنها محط نظر الله وحده ,ولن
نستطيع الاطلاع عليها, فكيف نتكلم عن شئ اختص الله تعالى به .
لنتوقف عن هذا كله وليختر الواحد منا الطريق
المناسب الذي يوصله للخير في الدنيا والاخرة .. وليكن شعارنا ( اترك الخلق للخالق
.. وانشغل في اصلاح نفسك) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق